نشكر مرورك العطر علينا .. قـد تـم نقل الموقع ل :
إنسانية نملة

السبت، 19 يناير 2019

أحبوهن قبل فوات الأوان

لا أحد من البشر يولد منحرفًا بفطرته، وإنما هناك عوامل وأسباب للانحراف تؤدي بدورها إلى انتكاس الفطرة واعوجاج سلوك الشخص وابتعاده عن طريق الاستقامة والثبات على الدين، وعادةً ما يكون سوء تربية الفرد نتيجة جهل والديه أو أحدهما بأساليب التنشئة الصحيحة أو انشغالهما بالعمل أو أي أمور أخرى سببا رئيسًا في انحراف الشخص وسلكه مسلك الضلال والفساد ، لعدم وجود رقيب أو ناصح أو راعٍ للأمانة التي استرعاه الله عليها وسيسأله عنها يوم الدين..
وتكون الطامة الكبرى والبلاء الشديد حينما تصبح الأنثى هي المنحرفة والسالكة طريق الضلال والضياع- لاسيما إذا وصل انحرافها إلى حد إقامة علاقة غير شرعية مع شاب فاسد مستهتر مخادع لا دين ولا خلاق له..
لقد جرت العادة في مجتمعاتنا العربية أن يتم عِقاب أي فتاة مراهقة تنحرف عن الطريق الصحيح بقسوة، وتوجيه اللوم والاتهامات الكثيرة إليها، فضلًا عن ازدراء واحتقار الجميع لها  وتحميلها المسؤولية كاملة عما آلت إليه أحوالها، دون التفكر والتأمل في الأسباب الحقيقة وراء ذلك، والمتسببين الحقيقيين الذين كانوا بتصرفاتهم وإهمالهم لها  دافعا أساسيا للانحراف والبحث خارج البيت عن الحب والأمان والتقدير المفقودين في كنف أسرتها!..
لذا يقع على عاتق كل راعٍ ومسؤول سواء كان أبًا أو أمًا أو أخًا الجانب الأكبر من المسؤولية عن حماية رعاياهم الإناث من الانزلاق في براثن الانحراف ذي الويلات المهلكة في الدنيا والآخرة، وذلك باتباع النصائح التالية:
-  الحرص على تربية الإناث منذ الصغر على الاستقامة والتمسك بتعاليم الإسلام الداعية إلى القيم النبيلة والأخلاق الحميدة السامية كالحياء والعِفة والستر وتقوى الله في كل صغيرة وكبيرة ومراقبته سبحانه  في السر والعلن..
فلا يجوز تربية الإناث على  الاختلاط بالذكور وارتداء الملابس الكاشفة الفاضحة، وسماع الموسيقى والأغاني ، وقراءة القصص الغرامية ومشاهدة الأفلام الخليعة التي تزين وتبرر الفواحش والمحرمات، حتى لا يتأثرن بها ويقلدنها تقليدًا أعمى في سن المراهقة.
- من المهم جدا أن يظهر الوالدان حبهما وتقديرهما  لابنتهما أو بناتهما وذلك بالتقبيل والضم والاحتواء الدائم وإسماعهن حلو الكلام المعبر عن أهميتهن في حياتهما، وتخصيص وقتًا للحديث معهن في شتى الأمور وإسداء النصائح لهن بحب وتقدير بعيدًا عن التوجيهات القاسية والعبارات الجارحة والعقاب المبالغ فيه.
- على كل أم أن تحرص على أن تكون لابنتها صديقة لا أمًا فحسب، وذلك باحتوائها ومحاورتها دومًا وسماع شكواها وما يواجهها من مشكلات أو مواقف لا تستطيع التعامل معها، فلا تهملها أو تبتعد عنها لأي سبب كان، حتى لا تقع فريسة سهلة لرفيقات السوء اللائي يضللنها ويفسدن أخلاقها ويدمرن حاضرها ومستقبلها.
-  الحذر كل الحذر من ترديد عبارة: "أنا كنت" عند تربية الناشئة خاصة الإناث.. لأنها ليست واقعية، وتدل على عدم إدراك لتغيير واختلاف الأجيال، فعجلة الزمن تدور، والجيل يتغير كل عشرين أو ثلاثين عاما، فلا ينبغي أن تقيس الأم نفسها على ابنتها، أو يقيس الأب نفسه على ابنه..
فلكل جيل ما يناسبه ولا يناسب غيره، وما كان يحدث سابقا لا يحدث حاليا، والحاصل حاليا لن يحدث لاحقا..
ففي السابق كانت الحياة أكثر هدوءًا وبساطة في كل شيء، ولم يكن الفساد مستشريا بهذا الشكل، فنادرًا ما  كانت تخرج الفتيات من بيوتهن، وكن يتزوجن في سن صغيرة، أما الآن فيخرجن للتعليم والعمل ويختلطن بالرجال ، ولصعوبة وقسوة ظروف الحياة  وارتفاع الأسعار صار الزواج صعبا، لذا على الوالدين أن ينتقلا من عالم الماضي إلى الواقع، ويحاولا تفهم المشكلات والعقبات التي تعترض طريق أبنائهما التي لم تكن موجودة في عهدهما.

تابع إنسانية نملة على الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

التسميات

الإبلاغ عن إساءة الاستخدام

المشاركات الشائعة

من أنا