نشكر مرورك العطر علينا .. قـد تـم نقل الموقع ل :
إنسانية نملة

السبت، 19 يناير 2019

أحِبوهم قبل أن تُرَبوهم


يظن الكثير من الآباء والأمهات أن الأطفال في السنوات الست الأولى - أي قبل التحاقهم بالمدارس - ليس لهم أي مطالب أو احتياجات سوى الطعام والشراب والنوم واللعب فقط لينموا جسديًا،  ويتصورون خطأً أن بتلبية هذه الاحتياجات الأساسية الضرورية لهم قد قاموا بدورهم تجاههم على أكمل وجه، غير مكترثين بأهمية الغذاء العاطفي  المتمثل في الحب والحنان والعطف وتوفير الأمان والراحة لينموا نفسيًا وتتشكل شخصياتهم وتُبنى على أسس سوية وتتفتح وتنمو قدراتهم العقلية ويشعروا بالراحة والاستقرار والهدوء النفسي.. 
فلا خلاف على أن كل أم وكل أب يحبون أطفالهم حبًا فطريًا، ويعني توفيرهم  احتياجات أطفالهم الأساسية حبهم الشديد لهم، وحرصهم كل الحرص على سلامتهم وصحتهم الجسدية، أما الحب الذي  لا يظهره الكثير من الأمهات والآباء ويجهلون وسائل إيصاله لأطفالهم هو الحب المعنوي الذي يؤدي حرمانهم منه إلى شعورهم بالقلق وعدم الأمان والإصابة باضطرابات نفسية كثيرة لها بالغ الأثر على شخصيتهم وحالتهم النفسية، كما يعطيهم إيحاءً بأن أمهاتهم وآباءهم لا يحبونهم وبالتالي تتولد لديهم مبكرا الرغبة في البحث خارج البيت عن الحب الذي يفتقدونه في كنف أُسَرَهم..
الطفل وهو ينمو لا يفهم سوى السلوك الظاهري لوالديه، أما ما بداخلهما فلا يفهمه ولا يستطيع استنباطه من خلال تصرفاتهما تجاهه.. ولذلك من المهم والضروري جدا ترجمة هذه المشاعر الخفية وإخراجها في صور مختلفة ووسائل متعددة ليصبح الحب مباشرا يسهل على الطفل استيعابه والاستمتاع به..
تجدر الإشارة إلى أن أحدًا من البشر لا يمكن أن يتأثر بشخص آخر أو يتقبل منه حرفًا واحدًا،  ولا يغير ويعدل سلوكه من أجله إلا إذا شعر نحوه بالحب والحنان والأمان..
فإذا أراد الوالدان أن ينجحا في تربية طفلهما وتنشئته تنشئة سليمة حتى يصبح في المستقبل شخصًا سويًا خلوقا مستقرا نفسيا وناجح اجتماعيا وفعالا ومؤثرا إيجابًا في مجتمعه،
ينبغي عليهما أن يجيدا توصيل الحب لطفلهما بشتى الطرق ومنها:
أولًا:  التقبيل والضم واللمسات الدافئة، لما لها من دور كبير في إشعار الطفل بالحب والحنان والأمان.
فإذا أردت أن تحدث طفلك فاجلس إلى جواره وضع يدك على كتفه وتحدث إليه بصوت حنون لأنك إذا جلست بعيدًا عنه وحدثته سيرتفع صوتك  وربما ينفره ذلك منك ويضايقه ويجعل بينكما فجوة تقلل من التفاهم والتلاقي والانسجام.
ثانيًا: الإكثار من الكلام الطيب الرقيق مثل: أنا أحبك، أنت ابني حبيبي، أنت هدية من الله لي، وما إلى ذلك من الكلام الطيب الذي يستوعبه الطفل ويشعره بذاته وبقيمته في الحياة،  مع البعد التام عن الكلام والألفاظ التي تحمل في طياتها سخرية واستهزاءً حتى لا يصير الطفل معقدًا انطوائيا عدوانيًا مضطربا نفسيا لا يثق بنفسه وبمن حوله، ولديه شعور دائم بالدونية والنقص.
ثالثًا: انظر إلى طفلك بحب، وابتسم عند الحديث معه،، وخصص له وقتًا كل يوم لتلاعبه وتدخل على قلبه السرور ليأنس بك ويشعر بالدفء والأمان في البيت.
رابعًا: احرص على تناول الطعام مع طفلك وضع بلطف وحنان لقمة في فمه لأن ذلك سيسعده كثيرا،  واحرص أيضًا بعد عودتك من العمل ليلا على الدخول على طفلك وهو نائم لتطمئن عليه وتغطيه إذا تعرى، مع تقبيله قبلة حانية رقيقة لما في ذلك من أثر إيجابي عظيم على حالته النفسية خاصة إذا ما كان بين النوم واليقظة.

تابع إنسانية نملة على الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

التسميات

الإبلاغ عن إساءة الاستخدام

المشاركات الشائعة

من أنا